دور جمعية التوميات في الحفاظ على الآثار: جهود رائدة في ترسيخ الهوية الثقافية
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه التراث الثقافي والمادي في الجزائر، تبرز جمعية التوميات بولاية معسكر كنموذج رائد في مجال الحفاظ على الآثار وتعزيز الوعي التاريخي. تأسست الجمعية رسمياً في 8 أكتوبر 2013 بعد عقد من التجربة تحت مظلة جمعية ديوان السياحة المحلية لبلدية البنيان، لتصبح كياناً متخصصاً في حماية الإرث الحضاري للمنطقة. تعكس وثيقة الجمعية رؤية شاملة تجمع بين العمل الميداني والأكاديمي والتوعوي، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به في المجتمع المدني .
الإطار التاريخي والنشأة
شأت جمعية التوميات في بيئة غنية بالمعالم الأثرية، حيث تولي اهتماماً خاصاً المنتجع الطبيعي للمرجة والمنطقة الأثرية الرومانية التي تعود إلى العهد القديم، بما في ذلك منطقة التوميات ومقبرة الروابة بدوار إبدير (منطقة حسناء ، بلدية البنيان). جاء تأسيس الجمعية استجابة لحاجة ملحة لحماية هذه المواقع من الإهمال والاندثار، و بخاصة بعد تأجيل مشاريع التهيئة السياحية بسبب إجراءات التقشف عام 2017.
يرتبط اسم الجمعية بمنطقة “التوميات” (الجبلان التوأم)، التي تمثل أقدم منطقة شهدت أحداث العهد القديم في المنطقة، مما يعكس عمق الرؤية التاريخية التي تنطلق منها أنشطة الجمعية.
الأهداف الاستراتيجية
حددت الجمعية ثمانية أهداف رئيسية تعكس رؤيتها المتكاملة:
1. المساهمة في حماية التراث الثقافي بالولاية
2. التعريف بآثار منطقة البنيان عبر وسائل متعددة
3. المساهمة في حماية التراث المادي وغير المادي
4. المساهمة في إحياء الفنون والتقاليد الشعبية
5. تنظيم زيارات ومعارض للتعريف بالتراث
6. المشاركة في التظاهرات الثقافية
7. تنظيم فعاليات مع الجمعيات المحلية والوطنية
8. نشر أدلة تعريفية بالتراث
هذه الأهداف تشكل إطاراً متكاملاً يجمع بين الحماية المادية للآثار والتوعية المجتمعية بأهميته
